معارضة أم تشهير.....!!!!ا

فى كل يوم و كل ساعة نتحدث كثيرا عن الدولة و النظام ...ونتوجه بالرفض للعديد من السياسات المتبعة.....و النقد للكثير من المواقف المتخذة....و لكننى ألاحظ أن الأهواء و العصبية كثيرا ما تؤثر على أحكام المعارضين و الرافضين الا من رحم ربى.....فيأخذ الحديث منحى لا يتسم بالموضوعية أو تحرى الحقيقة و الدقة و يبدأ تصيد الأخطاء و حياكة القصص... والتراشق بالتهم و السباب ..... و قبل كل ذلك الرفض لأى شئ و كل شى مادام ينتمى للجهة الأخرى التى يعارضها المتحدث......!!!ا

و عندما أتحدث هنا فأننى لا أتحدث عن النظام أو المعارضة فقط ....فالكثيرون من الجانبين يقعون فى هذا الأمر.....ولكننى سأخص بشكل أكبر المعارضة بكل أشكالها و توجهاتها لأننا عادة ما نلقى بالضوء على أخطاء النظام و نكثر من نقده فى كل صغيرة و كبيرة ولا نلتفت الى أخطاء مماثلة فى التيارات المضادة......!!!ا

و لعل الجميع يقرأ للصحف المعارضة ...و يستمع الى أحاديثهم و ما الى ذلك.....و لأننى لا أنساق وراء كل ما أسمع فاننى كثيرا ما أتشكك فيما أسمع أو أقرأ ان لم يكن الكلام مصحوبا بدليل أو على لسان شخص يوثق فيه.....و كثيرا ما أصاب بالاشمئزاز من مستوى النقد و التراشق بالألفاظ و التشهير بالحياة الشخصية و التسفيه من أى قول أو عمل أو فكرة تنتمى للأخر لمجرد أنه يختلف فى التوجه الفكرى......!!!ا



فعلى سبيل المثال تمسك بالجرائد المعارضة فتجد فيها من المقالات ما يفرغ القضايا من مضمونها و ينطلق الكاتب فى الحديث عن الأمور الشخصية لنائب أو وزير أو عضو فى حزب ما ...الخ ..كأن يكتب مقالا كاملا عن سبب زواج أو طلاق أو تأخر زواج أو الملبس و المظهر أوالرحلات أو العائلات وغير ذلك من الأمور التى تكون بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية ...و أحيانا ما تكون جارحة و مسيئة لشخص قد أختلف معه كليا و قد أكرهه ..... و لكنى أعلم جيدا أن النقد المحترم يجب أن يكون لخطأ ما أو جريمة أرتكبها لا أن يتحول الى تشهير و سباب فى أى وقت و كل وقت لمجرد الكراهية.....!!!!ا ....

مثال أخر روىّ لى...ففى أحدى الاذاعات التى لها ذلك التوجه المعارض و التى ترى من التضييق من الدولة فى بعض الأمور...كان يجرى حديث عن بعض الأنشطة الطبية التوعوية فى المجتمع ...و بعض الجهود فى هذا المجال و ما الى ذلك....ما أن ذكرت أحدى المتحدثات أمرا ايجابيا يحدث بالفعل فى المجتمع و ليس اختلاقا أو تجملا...ما كان من القائم على الأذاعة الا أن استاء من ذكر أمرا ايجابيا فى حق معارضه.....!!!!ا

اذا فالجميع يقعون فى فخ اللا شفافية و المصادرة ... فان كان المعارضون أنفسهم ينددون بوجودها من قبل الدولة فان ممارساتهم فى الصحف و الاذاعات و الاحاديث و غيرها لا تخلو من المصادرة على الأراء و افراغها من أى شئ ايجابى فى حق الأخر...للحط من شأنه بأى وسيلة!!!!ا

أعنى أن الأمريتحول الى مسألة "عناد" مع الطرف الأخر فيقود الى السباب بدلا من النقد الحقيقي لأوجه النقص تشكل أهمية للدولة و المواطن مع عدم اغفال الاعتراف بوجود جوانب ايجابية للأخر قد تُرى بالفعل و لكنها تُطمس من باب الامعان فى المعارضة.....أو دعنا نقول التشهير !!!!ا