ليسوا ملائكة ولا شياطين....!!!!ا

فى كل صباح أستيقظ ...أجد جريدة الأهرام أمامى....و كالعادة أقلب صفحاتها أو على أقل تقدير أطالع الصفحة الأولى و الأخيرة....و لكن فى الفترة الأخيرة أستطيع أن أتنبأ بوجود خبر معين فى مكان ما فى الصفحة الأولى يختلف حجمه و شكله من يوم لأخر و لكن لا بد من وجوده...و كأنه أصبح باب أساسى فى الجريدة مثل حظك اليوم أو درجات الحرارة أو مواقيت الصلاة....و لكن ينقصها المكان و العنوان الثابت و أرى أن يكون ...الهجمة اليومية على الجماعة الاخوانية و يا حبذا لو كانت بيد الصحفى العاشق للجماعة أحمد موسى.....!!!ا

قبل أن أبدأ حديثى الفعلى على أن أقول أننى لا أنتمى الى الأخوان ...و أننى أرى فى أفكارهم و توجهاتهم ما لا يروقنى.....لا أقول ذلك لأتنصل من تهمة ما ....و لكن ليكون جليا أننى أتحدث بحيادية تامة .... و أتحدث من منطلق الحق و العقل و ما يمليه عل..العقل الذى نسى هؤلاء الصحفيون و غيرهم أنه مازال فى رؤسنا ...مازلنا نملك القدرة على التفكير و ان سلبونا أى شى.....أتحدث لأن الأمر أصبح مستفزا لى و لغيرى من الذين لا ينتمون الى الجماعة .. بل و لبعض من يعارضون فكر الجماعة تماما.....!!!ا

فقد أصبحت الهجمة اليومية و كأنها سنّة فى تلك الصحف.....و غالبا ما تكون أخبار هلامية غريبة الشكل...غير واضحة المعالم...تثير من التساؤلات بل و السخرية أكثر مما تقدم معلومة جليّة....و كأنهم يملأون فراغا فرض عليهم بموجب وجود هذه الفقرة اليومية.....لغرض فى نفوسهم!!!ا

فهم يحدثوننا فى كل يوم و كأنهم يتحدثون عن كائنات فضائية أتية من كوكب أخر لتخرب البلاد....أو عن مافيا عملاقة تخطط لجرائم ضخمة....و كأنهم ليسوا مواطنين مصريين و لكنهم ينتمون الى جماعة أو حزب أو أيا كان المسمى...و لهم فكر و توجه معين ...قد نتفق معهم أو نختلف و لكن فى النهاية من حقهم أن يعيشوا و يحاسبوا كأى شخص...و ان أخطأ منهم أحدا فاليعاقب أيضا كأى مواطن....!!!ا

و لكن ما نراه هو مقالات و تصريحات و هجمات مهلهلة ....ليس فيها من النقد البناء للفكر أو المنهج...أو الاتهام الصريح بجرائم محددة.....و لكننا نرى تصيد للأخطاء و الأقوال و كثيرا نشويه الحقائق أو تلفيق التهم المثيرة للدهشة و السخرية معا....و لعل أبرزها تهمة غسيل الأموال المكررة فى كل مقال كل يوم.....و و التى أغلق على أثرها الكثير من الشركات و صودرت الكثير من الأموال و الى الأن لم يوضح أحد أمر غسيل الأموال!!!ا
هب أنهم يغسلون الأموال فليقل لنا هؤلاء المسؤولون من أين أتت هذه الأموال التى احتاجت الى الغسيل...مخدرات...سلاح.....بمب ... أم بالونات ....ما هو المصدر غير المشروع ؟!!! و بعد ذلك أين تغسل؟!!!!... فى الغسالة الاوتوماتيك أم فى الدراى كلين؟!!!....و أى مسحوق يستخدم؟!!!!ا و لماذا يترك المرشد ...رئيس المافيا اذا كان الأمر بمثابة مافيا...؟؟!!! و لماذا يوجد أكثر من 80 نائب فى مجلس الشعب ينتمون الى تلك المافيا؟!!!!...لماذا كل هذا الغموض الذى يكتنف الأمور...؟!!!
و كيف يطلب من المواطن البسيط الذى ليس له علاقة بأى شئ أن يحكم على تيار لم تتح له فرصة التعرف عليه حقا الا من خلال تلك الأساطير التى قد تثير شغفه بشكل أكبر؟!!!...تيار يسمى بالمحظور...و فى نفس الوقت له من الأنشطة ما يفوق أى تيار أو حزب قانونى....!!!

و اذا ذكرت الصحافة ذكر تزييف التصريحات و المبالغة للاثارة فى أى مجال ى ومن تلك الأمثلة للتلاعب بالأقوال..... العناوين و المانشيتات التى نشرت بجريدة نهضة مصر على لسان بعض القيادات الاخوانية البارزة و التى وضعت فى أول صفحة بالبنط العريض و أبرزها الحديث عن وضع الأقباط و قضية الضرائب ....و أيضا عن التجربة الايرانية و غير ذلك من العنواين التى لو قرئت مبتورة لأصابت البعض بالهلع....و التى أكدت القيادات الاخوانية أنها لم تدلى بها...فى حين أن الصحفية صاحبة الحوار أكدت على وجود تسجيلات...و كان لى الحظ أن أستمع الى جزء من هذا الحوار المسجل فى برنامج القاهرة اليوم...و كما هو متوقع العناوين لا تدل بشكل كبير على المحتوى الصوتى.....مرة أخرى قد أتفق و قد أختلف مع المحتوى و لكن فى النهاية الحق يقال أن هناك تغيير و لى للأقوال فى كثير من الأحيان!!!

ماأعنيه من قولى هذا أنه يكفينا لعب بالعقول....اذا كان أحد منهم أخطأ أو كانت الجماعة كلها خطر على الأمن القومى ...أو أنهم من العملاء أو الكائنات الفضائية أو غير ذلك من الأمور الخطيرة فالتوجه التهمة صريحة واضحة .... و لتعلن على الشعب برمته ليفهم الأمر...و ليحاكم المذنب طبقا لخطأه لا طبقا لانتمائه....و لكن أن يشهر بأى شخص لمجرد انتمائه الى تيار فكرى و أن يساق الى السجون و المحاكم دون ذنب معلوم اقترفه ...و أن تغلق مشاريع و شركات بتهمة غريبة مثل غسيل الأموال ...فهنا تصبح الأسباب مكشوفة و يصبح الأمر مثير للاشمئزاز حتى و لو كنت لا أنتمى الى تلك الجماعة و لا أتحمس لتوجههم....و لكن الموضوعية تقتضى أن يعطى الانسان كل ذى حق حقه و أن يضع الأمور فى نصابها بغض النظر عن ميوله أو أهواءه الشخصية!!!!ا

و لعلنى أذكر أمرا قبل أن أنهى الحديث بمناسبة ذكر الموضوعية.... أننى عندما قرأت سيرة الدكتور القرضاوى و الذى انتمى لهذه الجماعة بقوة لفترات....لم أجد منه تحيزاعند ابداء رأيه فى الجماعة ...فلم يجد غضاضة فى أن يذكر بعض العيوب التى رأها و عايشها.....و عندما أبدى رأيه فى نظام سامهم سوء العذاب لم يتجنى على أحد و لم يلقى بالتهم جزافا...و لم يغفل الحق فى القول !!!ا

كما أذكر اجابة الدتور محمد سليم العوا و الذىأحترمه و أحسبه من العقول المستنيرة عندما سئل عن رأيه فى الجماعة فكان رده...أنه ليس من المعقول أن يسأل سؤال عن أى شى بهدف تقييمه فى كلمة واحدة كالقول بأنه جيد أو سيئ فما بالك بجماعة لها عشرات السنين و تضم الاف المواطنين....ليس من العدل أن يؤخذ الشئ برمته هكذا....!!!ا

اذا فكما أسلفت....أنه رغم عدم انتمائى لتلك الجماعة أو غيرها ...و عدم اقتناعى ببعض التوجهات لديهم... , و رؤيتى أنها لا تمثل الحياة المثالية ....الا أن الحق و العقل يقتضيان أن أقول أن ما يحدث ليس من العدل...و لا يمكن أن يؤدى الى استقرار فى المجتمع بأى حال من الأحوال....!!!ا

لعل أقل حق أن يعاملوا كأى أنسان....ليسوا ملائكة و ليسوا بشياطين....!!!!ا