Monday, November 23, 2009

مفاتيح مصر المفقودة





يروى أن أحدهم قد فقد مفاتيحه فى شارع مظلم فانطلق يبحث عنها فى الشارع المجاور معللا أنه أكثر اضاءة...!!

قبل أن تضحك على سذاجته على أن أذكرك أن هذا هو الحال مع مصر التى فقدت مفاتيحها فى الظلمات ثم انطلق الجميع يبحثون عنها فى أماكن أخرى أكثر اضاءة..!!

فقدت مصر مفاتيح الدور الأقليمى فى ظلمات قصر النظر و الانسياق وراء أجندات خارجية دون وعى أو حكمة.

و فقدت مفاتيح السبق الحضارى فى ظلمات الركون إلى الماضى و الاغترار بحضارة الآباء و الأجداد.

و فقدت مفاتيح الريادة الثقافية فى ظلمات إهمال الثقافة و التجهيل المتعمد و تنحية المثقفين الحقيقيين عن المشهد العام.

و فقدت مفاتيح التفوق العلمى فى ظلمات العبث المستمر بالعملية التعليمية و إفساد التعليم بجميع مراحله.

و فقدت مفاتيح التألق الفنى فى ظلمات إفساد الذوق العام و الاهتمام بالكم دون الكيف و عدم التفريق بين الغث و الثمين.

و فقدت مفاتيح العدالة الاجتماعية فى ظلمات الفساد و البيروقراطية المستشرية فى كل مكان .

و فقدت مفاتيح الديمقراطية فى ظلمات القتل المتعمد لأى محاولة لاستئصال جذور الديكتاتورية و اللحاق بركب الدول الديمقراطية.

و فقدت مفاتيح الانتماء الحقيقى فى ظلمات قهر المواطن و إغفال حقوق بعض الفئات كبدو سيناء و أهل النوبة و غيرهم و كأنهم ليسوا بمصريين.

هكذا أخدت مصر تفقد المفتاح تلو الآخر فى الظلمات على مر السنين و لكن أحدا لم يفكر فى تسليط الضوء على هذا الظلام الدامس بالدراسة و التحليل الموضوعى و الدقيق للبحث عن تلك المفاتيح....على العكس انطلق الجميع دون تفكير إلى الشارع الأكثر اضاءة بأن وضعوا الخطط الخمسية و العشرية و المهلبية و أنفقوا فيها الجهد و المال الكثير و لكنه للأسف كان فى المكان الخاطئ لأن أحدا لم يفطن إلى الحقيقة المنطقية البديهية ألا و هى
أن من يفقد مفاتيحه عليه أن يبحث عليها حيث أضاعها

Saturday, November 21, 2009

نرجو من الفائز زيارة دارفور




منذ بداية المسرحية الهزلية التى يقوم ببطولتها الجزائر و مصر لم أفكر فى الكتابة عنها أو تحليل مشاهدها لأنها قتلت بحثا من قبَل الكثيرين كما أنها محض هراء ملئ بالهراء و مغلف بهراء أشد... و لكننى لم أستطع أن أغفل مشهد عابر بين مشاهد المسرحية...مشهد لا أعتقد أنه قد لوحظ أصلا من قبَل المتفرجين لأنه لم يكن بطولة أحد النجوم الكبار الذين تتجه إليهم الأنظار..كما أن المشهد كان سريعا لقطته عدسات المصور للحظات قصيرة قبل أن تنتقل إلى محور الأحداث مرة أخرى.

المشهد بكل بساطة ظهر فيه أحد السودانيين رافعا لافتة صغيرة مكتوب عليها "مرحبا بالفريقين و نرجو من الفائز أيا كان زيارة دارفور"

عندما رأيت تلك اللافتة حاملة ذلك النداء شعرت أن صوتا ما يصرخ فى وجه جميع الأطراف ليقول:

أيها الحمقى...كم من السهل عليكم التحرك و الاحتشاد و بذل الجهد و المال فى توافه الأمور...و كم من الصعب عليكم كل ذلك فى عظامها.

أيها الحمقى...ما أبسط أن تصرف عقولكم المغيبة عن القضايا الكبرى سواء فى دارفور أو غيرها فتنسوا الأيدى العابثة فى بلادكم كلها.

أيها الحمقى...إنكم تتشدقون كل يوم بحضارتكم و تاريخكم و اهتمامكم بالقضايا الإنسانية و لكنكم لا تحركون ساكنا.

أيها الحمقى...إن ضمائركم المزيفة لا تحرككم يوما لمعرفة الحق أو قول الحق أو نصرة الحق.

أيها الحمقى...إنكم لا تعلمون شيئا عن دارفور و لا القدس و لا حتى بلادكم.

أيها الحمقى...احيوا بحماقتكم و موتوا بها...!!

Monday, November 16, 2009

لعنة الفراعنة




احتار الكثيرون منذ قديم الأزل فيما يسمى بلعنة الفراعنة...وجدت الكثير من التفسيرات و تعددت الآراء و الأبحاث و الكتب سواء من

المصريين أو غيرهم ممن يهتمون بالمصريات و التاريخ الفرعونى.

و لكننى أعتقد أنهم قد أفنوا حياتهم هباء و أضاعواأوقاتهم الثمينة فى البحث فى الاتجاه الخاطئ و لم ينتبهوا إلى أن لعنة الفراعنة ليست لغزا غامضا يحتاج إلى البحث و التنقيب إنما هو شئ يعلمه و يلمسه الكثيرون منا و لكن دون إدراك ارتباطه بالفراعنة.

لعنة الفراعنة بكل بساطة هى تلك اللعنة التى تلبست المصريين منذ زمن بعيد حينما استقر فى وجدانهم أن حضارة الفراعنة-العظيمة بلا شك-من شأنها أن ترفع قدرهم بين الأمم كأنهم صانعوها ...و أن أمجاد أجدادهم القديمة مدعاة للافتخار على سائر الشعوب...و أن كونهم أحفاد الفراعنة أمر يثقل موازينهم اليوم فى عالم له موازين أخرى للقوى...و أن إرثهم الحضارى يغنيهم عن العمل و الاتقان و المنافسة للحاق بركب الحضارة الذى يتخلفون عنه يوما بعد يوم...و أن مولدهم على أرض مصر بعد آلاف السنين من الفراعنة يصحبه صك الأفضلية على سائر البشر....إلى آخر تلك الاعتقادات البالية التى جعلت الكثيرين يركنون إلى الفخر بال (7000 سنة حضارة) حتى أنهم يصلون أحيانا إلى درجة التيمن بالانتماء إلى الفراعنة فى أى منافسة عالمية رياضية أو سياسية أو غير ذلك من المناسبات معتقدين أن عامل التاريخ سيحسمها بلا شك-و هو ما لا يحدث بالطبع- ..!!!

إذا فلعنة الفراعنة هى ركون المصرى إلى تاريخ قديم يهرب فيه من حاضره الملئ بالإخفاقات و مستقبله شديد الحلكة ليعيش فى وهم الحضارة و الصدارة و الجدارة و هو فى واقع الأمر يملؤه المرارة...!!

Saturday, November 14, 2009

مائة قفا على سهوة





دائما ما أقول أن واقعنا بمثابة نكتة بايخة أو مزحة سخيفة أو بالمصطلح الأحدث "قلشة" جامدة ...لذا أذكر المزحة التى يقول فيها أحدهم للآخر "أنت عامل زى اللى خد 100 قفا على سهوة" و التى تستخدم أحيانا للسخرية من سذاجة الشخص و تلقيه لنفس الضربات المادية أو المعنوية مرة تلو الأخرى دون التعلم من أخطائه أو اتخاذ حذره فى التجارب التالية.


و لعل واقعنا الذى يمكن وصفه ب"القالش" الملئ بالعجب أو بالعجيب الملئ ب"القلش" يجعلنى أرى أن الشعب –مع تحفظى على استخدام كلمة الشعب و التعميم الناتج عنها و لكننى سأستخدمها مجازا- قد أخذ على مر العصور أكثر من قفا على سهوة ...!!ا


فمن آن لآخر تجد البعض يتحدثون عن مؤامرات تحاك ضد الشعب و كأن الشعب طفل سفيه ليس له سيطرة على حياته...


و يتحدث آخرون بثقة عن مشاريع لتمرير قانون ما أو تعديلات دستورية من خلال من هم فى كواليس البلاد و كأن الشعب متفرج صامت يغض الطرف عما يعرف حتى تستمر المسرحية الهزلية...


و قد تجد مجموعة أخرى ليست بالقليلة تتحدث عن سيناريو التوريث بحذافيره مسهبين فى الحديث عن التفاصيل التى يمتزج فيها الواقع مع الخيال....


إلى آخره من الأحاديث التى تدور بشكل أو بأخر حول علمهم بوجود نوايا مستقبلية لإهدار حقوقهم و هى المرحلة التى يمكن أن نطلق عليها مرحلة "ما قبل القفا" التى تتسم بالريبة فى اقتراب كف ما من "القفا" و بالرغم من ذلك ينتهى كل شئ فى هذه المرحلة فهم –أو دعنا نقول الغالبية العظمى- لا يحركون ساكنا و يتغاضون عن الأكف التى تتحرك من خلفهم لتهبط على "قفا" الشعب عندما تتحقق التكهنات و تهدر الحقوق تماما مثل المرات السابقة... و بالرغم من ذلك يتعامل مع الموقف و كأنه تم مباغتته فلم يستطع رد الأكف الهابطة على "قفاه" ...و تكون الحجة أنه قد تلقى "القفا على سهوة" ...!!ا

أنا عايش و مش عايش..و مش قادر على بعدك




فى بلاد الواق واق يرفع الكثير من الشعب شعار "أنا عايش و مش عايش..و مش قادر على بعدك" و هو شعار جامع مانع حيث يشير فى جزئه الأول إلى وعى المواطن بذاته و علاقته بالحياة و فى جزئه الثانى إلى علاقة المواطن بالحاكم...!!ا
فعندما يقول المواطن "أنا عايش و مش عايش" فهو يعلن أنه يعيش نظريا فى حين أن كل المؤشرات الحيوية تدل على أنه لا يحيا بالفعل...فهو يعانى من نقص و خلل فى كل شئ بداية من الاحتياجات الإنسانية الأساسية كالمأكل و المشرب و المسكن مرورا بالتعليم و الصحة و النقل وصولا إلى الديمقراطية و الحرية...إلى أخره من الحقوق الطبيعية فى حياة أى انسان...!!ا
و هو مع ذلك و بالرغم من وعيه بأنه يعيش حياة الموتى فإنه قد اقتنع فى قرارة نفسه أن هذا هو قدره و مصيره المحتوم و أن عليه الرضا و الصبر و خفض سقف طموحاته و مطالبه فكانت النتيجة أن دنا السقف حتى انحشر المواطن بينه و بين الأرض ثم بدأ فى الانهيار عليه..!!ا
أما عن الجزء الثانى و الذى يوصَّف علاقته بالحاكم فإنه بالرغم من اللاحياة التى يعيشها المواطن بكل قسوتها و مرارتها.. وبالرغم من قبح الحقيقة البادى له فى كل شئ حوله.. و بالرغم من النظام الذى يرزح تحت حكمه فإنه لا يزال يهتف للحاكم "..و مش قادر على بعدك" و ذلك بعد أن استقر فى وجدانه أن الولاء للحاكم هو أسمى فضيلة و أن مجرد التفكير فى رحيله هو أبشع رذيلة ..حتى أن فكرة تداول السلطة لم تعد مطروحة فىذهنه لأنه آمن أن الحاكم هو الأعلم و الأقدر و الأعظم و لا يوجد من يضاهيه فى أنحاء الواق واق...!!ا
و مع ذلك و فى وسط هذا الظلام وجدنا أن البعض قد قرروا الخروج عن المألوف و أيقنوا أنه من المحال أن يخلد الحاكم و بالتالى عليهم أن يتحلوا ببعض المرونة للتفكير فى المستقبل و طرح بدائل و هنا حاولوا حشد مواطني الواق واق لاعتناق فكر جديد فعدلوا الشعار القديم ليصبح فى ثوبه الجديد..........
.أنا عايش و مش عايش..و مش قادر على بعدك....و لا بعد أهلك..!!!!!!!ا

إحنا الناس التانيين





يحكى عن ذلك الرجل الذى كان سائرا عندما قطع البعض عليه طريقه و قد تقدم أحدهم شاهرا سلاحه فى وجهه سائلا اياه فى نبرة عنيفة:أنت معانا و لا مع الناس التانيين ؟

ارتعد الرجل و فكر سريعا قبل أن يتمالك نفسه لينطق بالإجابة التى رأها نموذجية لانقاذه من هذا المأزق فرد و قد ظن أنه ناج لا محالة قائلا:أنا معاكم

هنا نظر الأخر اليه فى انتصار و قد علم أنه أوقع به فقال :إحنا الناس التانيين

ثم قتله و ضحك...و ضحك الجميع...!!!ا


من الوارد أن تكون قد سمعت تلك النكتة الشهيرة تروى بأكثر من صياغة ... بالطبع ستكون أكثر امتاعا من صياغتى السابقة و لكن على كل حال ليس المهم رواية النكتة الأن بقدر ما تحمله من معنى رأيته مرتبط بواقعنا بشكل كبير.و لعل ذلك يرجع الى أن واقعنا الأن لا يعدو كونه نكتة...و لكنها بلا شك أكثر سخافة من جميع النكات التى رويت منذ بدء الخليقة.ففى الواقع نجد ذلك المشهد يتكرر على جميع الأصعدة و ينتهى بنفس النهاية دون أن يفطن أحد للحكمة و الدروس المستفادة منه.


فقد تلاحظ موظفا بسيطا يتملق رئيسه و يكيد لمن حوله و يشى بهم و يتسلق على أكتافهم مثبتا لرئيسه كفاءته و استحقاقه للقرب منه ليؤكد له أنه "معاه و ليس مع الناس التانيين"..قد ينفعه ذلك مرة أو أكثر و لكن فى إحدى المرات و دون سبب واضح يطيح به رئيسه فيهبط إلى أدنى مكانة و هنا يقول له موضحا السبب أنه " الناس التانيين"... و يضحك..و يضحك الجميع.


و قد تجد مسئولا كبيرا فى موقعه يندمج فى المنظومة المنهارة و يتستر على الفساد و يخفى وجه الحقيقة القبيح ليثبت لمن هم أعلى منه أنه جدير بثقتهم و أنه "معاهم و ليس مع الناس التانيين" و لكن سرعان ما تتدخل حسابات أخرى فى تلك العلاقة فيعرضون عنه قائلين "إحنا الناس التانيين"...ثم يضحكون..و يضحك الجميع.و قد ترى شخصية ما تسعى إلى منصب عالمى رفيع فتقدم الكثير من التنازلات...و تغازل مختلف الأطراف المؤثرة فى العالم بأحاديث و حجج و اعتذارات و مبررات واهية لتثبت لهم جدارتها بذلك المنصب و قدرتها على خدمتهم لأنها "معاهم و ليس مع الناس التانيين" ...و لكن فى الساعة الحاسمة تفاجأ بالجميع يديرون لها ظهورهم قائلين "إحنا الناس التانيين"..ثم يضحكون...و يضحك الجميع.


و قد تجد دولة تبلغ من الضعف ما يجعلها تتنازل عن مكانتها و سيادتها و غير ذلك لترتمى فى أحضان دولة أخرى تعتقد أنها حليفتها و صديقتها المقربة فتقدم لها كل فروض الولاء و الطاعة لتثبت أنها "معاها و ليس مع الناس التانيين" ...لتجد فجأة و فى أحلك المواقف تلك الدولة تخذلها و ترفع يدها عن كل شئ قائلة لها معذرة "إحنا الناس التانيين"..ثم تضحك...و يضحك العالم أجمع.


هكذا تجد -على جميع الأصعدة- ما لا يعد و لا يحصى من الأمثلة على أفراد و جماعات يتخلون عن مبادئهم و يتلونون تبعا للظروف المحيطة فيغيرون قناعاتهم سريعا -إن كان لهم قناعات فى الأصل- و يتخذون مواقف هلامية لاعتقادهم أن ذلك يجلب لهم منفعة ما من طرف أقوى يريدون أن يثبتوا له أنهم "معاه و ليس مع الناس التانيين" ليلاقوا نهايتهم عاجلا أم آجلا عندما يقول لهم الطرف الأقوى ساخرا أنه "الناس التانيين" ثم يضحك..و يضحك الجميع..!


سحابة الفساد




يحكى عن أحد الأنحاء...أنها أصيبت بالكثير من البلاء...حتى أنه بلغ عنان السماء...فألبسها أبشع رداء...عرف بالسحابة السوداء...التى أصابت الناس بكل داء...و لم يجدوا لها من دواء...فقيل أنها قدر و قضاء...و على الجميع الصبر و الرضاء...!!ا


و لكن كان لأحدهم رأى مضاد...فقد رأى أن السماء قد اتشحت بالسواد...لأنها قد أعلنت الحداد...بعدما رأت حال البلاد...و ما انتشر فيه من الفساد...الذى هو كل يوم فى ازدياد...و ليس له من راد...حتى أصبح سمة السواد...الا من رحم الله من العباد...!!ا

بينوكيو






فى القصة الشهيرة (بينوكيو) كان على الدمية الخشبية بينوكيو أن يتحلى بالصدق و الشجاعة و الأمانة و الايثار و أن يتعلم معنى الضمير ليميز بين الصواب و الخطأ...كل ذلك ليحظى بهبة التحول الى انسان حقيقى.كانت تلك هى الشروط البسيطة لكى يكون جديرا بالانتقال من كونه دمية إلى انسان.و لأنه دمية خشبية فلم يكن يدرك تلك المعانى بفطرته فتخبط كثيرا فى طريقه...زل و أخطأ...قابل رفاق السوء وحاد عن الطريق القويم...انتشله أبوه (صانعه) من الخطر و رده إلى طريق الصواب و عندما انزلق فى خطأ جديد لم ينقذه إلا تحليه بالاقدام و الايثار عندما أنقذ أباه من الخطر و فقد حياته على أثر ذلك...و هنا بعث مرة أخرى كطفل حقيقى لأنه فى تلك اللحظة فقط استحق الحياة


أعلم أن هذا كان اختصارا شديدا لقصة بينوكيو ...و مع أن أشهر ما فيها هو الجزء المتعلق بطول أنفه عند الكذب الا أننى آثرت أن أذكر هنا الجزء الأعم لأنه هو بيت القصيد...فقد لخصت القصة أهم المبادئ التى تجعل الانسان جديرا بانسانيته التى كرمه بها خالقه...تلك المبادئ التى من المفترض أنها تولد مع الانسان بالفطرة و لكنه يطمسها أحيانا بجهله و حمقه و طمعه فيصبح غير مستحق لتلك الهبة و ينحط إلى أدنى الدرجات فلا يبلغ حتى منزلة دمية خشبية...!!و كم من الدمى فى تلك الحياة....!!!!ا

حوار



أنا أحلم بأن....!ا
ما معنى أحلم؟
أى عندى أمل أن...!ا
ما معنى أمل؟
لا تعلم معنى الحلم و الأمل... اذا فكيف تمضى فى حياتك قدما ؟!!ا
ما معنى قدما؟
!!!!!..... ألست ككل البشر تعمل من أجل غد أفضل ؟!!!
ما معنى أفضل؟
تبدو لى كإنسان فقد حريته ليفقد معها كل تلك المعانى...!!!!ا
ما معنى حرية؟
كيف لإنسان أن يحيا دون أن يعلم معنى الحلم و الأمل و الحرية؟!!!!!ا
ما معنى يحيا؟
طفح الكيل...من أنت كى تعيش و لا تعلم حتى معنى الحياة ؟!!!!!!ا
أنا المصرى!!!!!!!!!ا

Tuesday, November 10, 2009

مجتمع التضخم







قد يوحى لفظ (التضخم) بأننى جئت لأتحدث فى شئون الاقتصاد المصرى أو حال الجنيه المأسوف على شبابه و لكننى فى حقيقة الأمر لم أرد إلا أن أسقط معنى التضخم على واقعنا لما لاحظته من علاقة وثيقة بكثير من جوانب الحياة .

و قبل أن أسترسل فى حديثى على أن أذكر أبسط تعريف للتضخم يذكر عادة و أرجو المعذرة إن افتقر الى الدقة أو التفصيل من الناحية الاقتصادية فعلى كل حال لست بصدد موضوع اقتصادى بحت .

التضخم Inflation فى أبسط تعريفاته هو ارتفاع فى المستوى العام لأسعار السلع و الخدمات الاقتصادية على مدى فترة معينة من الزمن و بالتالى يؤدى إلى تآكل القوى الشرائية للنقود.

وهنا أنتقل من المعنى الاقتصادى إلى موضوعى الرئيسي و هو أننى فى لحظة ما شعرت أننا نعيش فى مجتمع متضخم فى كثير من جوانب الحياة الاجتماعية و التنموية و الدينية ...الخ

فعلى سبيل المثال التضخم الدينى

و نرى مظاهره فى ارتفاع المستوى العام للاهتمام بالحديث عن تعاليم الدين سواء بين الأفراد أو فى القنوات التليفزيونية -التى اختصت بعضها بالبرامج الدينية فقط- بالاضافة إلى شغف الأفراد بالتزام بالشعائر الروحانية و المظهرية و ارتياد المساجد و الانتظام فى المعاهد الدينية إلى أخره من المؤشرات التى قد تقرأ على أنها زيادة ايجابية و لكنها على أرض الواقع لا تترجم إلى رقى فى الأخلاق أو سمو فى المعاملات أو زيادة فى العمل و التنمية أو أو انحسار لموجة الفساد أو نقص فى معدلات الجريمة أى أن انعكاس كل تلك المظاهر الدينية على الأفراد و المجتمع لا يوازى حجمها-و هو ما يعادل مفهوم تآكل القوة الشرائية اقتصاديا- و بالتالى يمكن القول أن المجتمع يعانى من تضخم دينى...!!!


مثال آخر التضخم التعليمى

حيث نرى الارتفاع الملحوظ فى أعداد الملتحقين بالتعليم الأساسى و حاملى الشهادات العليا... كما نرى الاستثمارات و التوسعات فى بناء المدارس و الجامعات الخاصة و العامة مقارنة بأعدادها منذ عدة سنوات...كما نسمع كل يوم عن برامج تطوير التعليم و مؤتمرات لمناقشة أمور البحث العلمى إلى آخره من الأمور التى تعد من الجانب النظرى زيادة مضطردة و لكنها عمليا لا تنعكس ايجابيا على مستوى التعليم المتدنى أو مستوى الخريجين السئ.. و لا يرى أثرها على تحسن أحوال البحث العلمى المؤسفة.. و بالتالى يمكن القول بأن هناك تآكل فى القيمة الفعلية للعملية التعليمية أى أن هناك تضخم تعليمى...!!!

هكذا يمكن أن نجد حولنا العديد من الأمثلة التى يظهر فيها التضخم جليا فى أشكال مختلفة و لكنها فى نهاية الأمر تتشابه فى أن القيمة الحقيقية للشئ أقل بكثير من قيمته الظاهره...و لعل أفظع أشكال التضخم هو التضخم البشرى عندما يتكاثر الناس عدديا و لكن يظلون كغثاء السيل بلا قيمة فى مجتمع بلا قيمة ..هو مجتمع التضخم...!!!


Saturday, November 07, 2009

التاريخى U-Turnال




يتحدث الكثيرون عن المنعطف التاريخى الذى تمر به البلاد...و لعل عبارة المنعطف التاريخى فى حد ذاتها أصبحت من الكليشيهات التى

تردد بمناسبة أو دون مناسبة -حتى لو كانت فى غير موضعها- ليضفى ذاكرها أهمية على حديثه أو مقالته.


و هنا يطرأ السؤال الملح عن ماهية ذلك المنعطف التاريخى ...فلم يفسر أحد لنا يوما ما هو ذلك المنعطف؟...و هل دخلناه بإرادتنا أم مرغمين؟...ومن قادنا إليه؟ و هل أعطى أى إشارة يمين أو شمال قبل أن ينعطف؟....و هل هو منعطف واحد أم مجموعة من المنعطفات المختلفة؟...و هل كونه تاريخيا ينبع من أهميته أم موقعه الزمنى أم علاقته بالتراجع التاريخى؟...و هل هو سبب أم نتيجة؟...و هل هو شئ إيجابى أم سلبى؟....و السؤال الأهم متى سنخرج منه و إلى أين يقودنا؟!!!ا


بالنظر إلى كل التساؤلات السابقة و التدقيق فى حال البلاد قادتنى اجتهاداتى الشخصية إلى كنه ذلك المنعطف المزعوم...!!ببساطة ما هو إلا U-Turn تاريخى دخلت فيه البلاد منذ أمد بعيد و بدأت فى السير فى الاتجاه المضاد لكل الأمم المتقدمة... و أخذت توغل فى هذا الطريق بشدة فى رحلتها العكسية حتى أصبحت من الأمم المتقهقرة...و مع ذلك بدا الكثيرون مهتمين بالحديث عن المنعطف التاريخى و دخوله دون أن يسأل أحد منهم أى طريق يسلكون...و فى أى اتجاه يسيرون...و فى أى حيطة سيلبسون...!!!ا