لا يصح الا الصحيح

يمكن أنا مش بحب أبقى قاعدة فى مكان و من غير مناسبة ألاقى حد قاعد يقول مواعظ و نصايح و كلام كتير و خلاص...بس من كام يوم وقفت قدام حاجة علطول بفكر فيها و هى السياسة المكيافلية اللى ناس كتير ماشيين عليها و اللى فكرنى بالموضوع أنى كنت فى محاضرة و لسبب ما و بعد حوار طويل كدة الدكتور قال "لو حتعمل أى حاجة النهاردة عشان درجات ...بكرة ممكن تعمل أى حاجة عشان الفلوس."....!ا

طبعا أنا وقفت قدام الكلام ده عشان حاسة بأهميته جدا...و يمكن أمى دايما تقوللى كلام زى كدة كتير من و أنا صغيرة يعنى أفتكر حاجة مهمة قوى من زمان كانت تقوللى "حتى لو فى سكينة على رقبتك متكدبيش" ...يمكن هى جملة جامدة بس فعلا زرعت جوايا أن الكدب ده فعل سئ جدا و أن الطبيعى أن الانسان ميكدبش......يعنى كنت بحس أن ده الطبيعى أن المفروض الأنسان يمشى على الصح و خلاص....بس للأسف ناس كتير واخدين منهج مكيافيللى "الغاية تبرر الوسيلة"....و ماشيين عليه...و دايما دايما يقنعوا نفسهم ان الموضوع صغير....!!!!ا

يعنى أبسظ مثال و أشهره الكدبة البيضة ....فى ناس عندهم قناعة أن عادى يعنى متكبروش الموضوع مش قضية...و لو قلت لأ مش حكدب مثلا يقولك باستغراب كدة...يااااااااااااه يعنى أنت قديس خلاص !!!.... متجاهل أن الكدبة البيضة زى السودة زى البنفسجى... يعنى تتعدد الألوان و الكدب واحد....!!!ا

مثال أصغر من كدة ...و يمكن يكون هايف بالنسبة للناس ...و هو شائع فى الكليات عادة ....تظبيط الغياب....طبعا كدة أنا بقى أخر رخامة و ملل...و ممكن أجيب للناس شلل....بس أنا بشوف أنها حاجة سيئة...لما الواحد عايز يغيب يتحمل مسئولية غيابه و يبقى قدها ...مش يفضل يدور على حد يظبطله غيابه و يكتب أنه كان موجود و هو مجاش أصلا و الحوارات الفاشلة دى.....و الأروع بقى لما يكون الأب أو الأم ليهم شأن فى الكلية زى العادة فى كلية طب كدة فكل حاجة تتظبط للأبن و هو نايم فى بيتهم مشافش وش الكلية و لا اللى فيها..... أو زى ما كان بيحصل فى الثانوية العامة( مش عارفة لسة كدة و لا لأ ) أن الناس تجيب شهادات مرضية و تديها عمليات و أمراض نفسية و عصبية و معرفش ايه على أساس تظبيط الغياب !!!ا

طبعا أنا عارفة و زى ما قلت أنى كدة أخر رخامة و خنقة و أنى واقفة على حاجات تبدو تافهة...بس بصراحة أنا بشوفها كدة مهما كانت صغيرة...النهاردة بتظبط فى غيابك فى الدراسة عشان درجات...بكرة ممكن تفضل كدة و تعمل حاجات أكبر عشان فى شغلك عشان فلوس أو منصب.....!!!ا

أكيد أنا و أنتم و أى شخص مش مثالى و ممكن يقع فى أخطاء فى أوقات...بس المهم أنه حتى لو عمل حاجة مش مظبوطة قوى يبقى عنده الأحساس أن في حاجة غلط...مجرد وجود الاحساس ده ممكن يرجعه فى وقت من الأوقات...لكن المشكلة أن فى ناس بتعمل حاجات صغيرة و هايفة يشوبها الغلط و بعد شوية تبدأ تكبر معاهم و يفنعوا نفسهم أن مفيش أى مشكلة ....والأخطر أنهم يعملوا الغلط بضمير مستريح....و دايما تفضل الغاية تبرر الوسيلة ...و الأخطر و الأخطر أن ده يبقى شائع فى المجتمع بدرجة كبيرة من الغير للكبير!!!ا

يمكن افتكرت بردة جملة مرتبطة بالموضوع..كانت من كام يوم....كان مجدى مهنا بيتكلم ه فقال "أنا طول عمرى طموح...بس بحط حدود لطموحاتى عشان أنا مش مستعد أدفع حاجات معينة للوصول لمكان أو لمنصب "....!!!ا
حسيت أن الناس محتاجة أن يبقى جواها مبدأ عشان نفسهم و عشان البلد اللى فى حالة متردية ....!!

يعنى فى الأخر الموضوع محتاج قناعة شخصية ...أنه يمشى على الصح و خلاص حتى لو مش حيوصل زى اللى ماشى غلط... و ده الواقع....أن الحياة مش مثالية زى ما بيقولوا للأطفال أن اللى بيسرق نهايته وحشة...و أن اللى بيغش مش حينجح....لأن الحقيقة أن اللى بيسرق و بيكذب و بيغش و بيسلك طرق غير مشروعة ...الخ ...ممكن ...لأ مش ممكن ده غالبا بنسبة كبيرة بيعيش كويس و يكون ثروات و يوصل لمنصب و مكانة أعلى و أحسن من المستقيم الملتزم...بس فى النهاية هى مسألة ايمان...و زى ما أمى دايما تقول :"لا يصح الا الصحيح" ....!!!ا