صدام لم يمت....!!!ا

لست بصدد الحديث عن صدام حسين كما يبدو للوهلة الأولى...انما اردت أن اتحدث هنا عن أمر راسخ داخل الكثيرين بالعالم العربى ..و بدا جليا بشكل بشدة فى الكثير من ردود الأفعال فى العديد من المناسبات ......اننى أتحدث عن تقديس الحاكم و الذى يصل فى نفوس البعض الى درجة التأليه .....!!ا
و لعلنى أذكر بعضا من ردود الأفعال المرتبطة بهذا الأمر و التى تلت حادثة صدام حسين مما جعلنى أذكره بعض مرور كل ذلك الوقت....فعندما سئل المواطنون فى دول عربية مختلفة عن أرائهم ...كان منها ما يثير العجب...علق بعضها فى ذهنى...أو بالأصح علق منها رأيا غريبا لأحد المواطنين المصريين عندما أجاب قائلا:
"عمرنا ما سمعنا عن رئيس اتحاكم و اتعدم".....!!!ا
على الجانب الأخر راينا من بعض المواقع أو الكتاب من يجزم بأن صدام لم يمت ..و أن من أعدم هو شبيهه....و أنه فى واقع الأمر يعيش فى دولة أخرى...الى أخر ذلك الهراء ....!!!ا

قد يكون ذلك المواطن البسيط أطلق هذا الرد بشكل عفوى و لكنه كشف عن رسوخ ثقافة تقديس الحاكم فى أعماق الكثيرين....فالحاكم معصوم من الخطأ...و ان أخطأ فليس عليه حرج...و ليس لأحد أن يردعه أو يحاكمه....و ان حوكم فليس من المتوقع أن يعاقب...و أن عوقب فليس من المعقول أن ينال عقابا قاسيا كالاعدام...و ان أعدم فليس من المحتمل أن يموت.....!!!!!!!
و هكذا نصل الى الاستنتاج السابق و هو ثقافة تقديس الحاكم.... و التى تجعل الحاكم يعلو فوق الوطن و المواطن كما كان يقال قديما فى ايران ..."الله...الشاه...الوطن"...تلك الثقافة التى تجعل المواطن يرضى بالذل و يقنع بالقليل و يرضخ للاهانة و يتغاضى عن الفساد فى الدولة ....متيحا الفرصة للحاكم أن يقول كما قال فرعون "أنا ربكم الأعلى" و أن يعيث فى الأرض فسادا.... متناسيا أن الحاكم فى النهاية هو مجرد انسان ...و ان كونه انسانا يجعل كل القوانين و الأعراف تسرى عليه كما تسرى على غيره دون حصانة أو تميز عن سائر الخلق...بل انه فى منصبه هذا يكون مسئولا بشكل أكبر عن أفعاله لما لها من أثر على الملايين....!!!ا

ان تلك الثقافة الراسخة فى نفس المواطن هى ما تزيد من ذله و تهاونه فى حقوقه...و على الجانب الأخر تزيد من غى المسؤول (فى أى مكان وليس بالضرورة مسئولية حكم دولة) و تماديه فى الباطل ....وهى ما تجعلنا نرى من يخرج علينا قائلا أن صدام لم يمت....!!!ا