أشباح وطنية ......!!!ا

كتبت سابقا موضوعا بعنوان الابداع الذى لاأفهمه أتحدث فيه عن مفعهوم الابداع بالنسبة الى و كيف أننى كثيرا ما لا أرى الابداع المتحدث عنه فى بعض الروايات لكتاب قد يكونوا كبارا و ذوى شأن فى الداخل و الخارج .....و أتذكر أنى كتبت ذاك الموضوع على أثر قراءة رواية ( فى أجازة نصف العام) أصابتنى بالغثيان و لم ألمس فيها ذاك القدر من الابداع و لم تثر أعجابى بأى شكل من الأشكال على عكس الكثيرين.....!!!ا

و لعلنى أنهيت حديثى فى الموضوع السابق بأن للحديث بقية ما دام فى العمر بقية....فأردت أن أذكر هنا رواية قرأتها فى اليوم التالى للرواية الأولى و كلهما لم تأخذ أكثر من يوم واحد و لكن تختلف الأسباب فالرواية التى لم أر فيها ابداعا أنهيتها سريعا لأنى رأيت أنها لا تستحق اهدار وقت أكثر أما الثانية فقد كانت مختلفة عن النمط السائد فكانت فى وجهة نظرى تستحق القراءة....!!!ا

كانت تلك الرواية هى أشباح وطنية لابراهيم عيسى التى وجدتها فى ركن بعيد من أحد أجنحة دار الشروق فى معرض الكتاب و ان كانت لدار نشر أخرى.....و لم أرها مرة أخرى فى أى جناح لأى دار نشر حتى دار الشروق......!!!

بالطبع اذا ذكر ابراهيم عيسى ذكر الحديث عن الفساد من جميع جوانبه......و لكن ما ميز تلك الرواية فى رأييى هو القاء الضوء على أوجه الفساد فى مصر فى قالب روائى مختلف دون الاسراف فى الخطابة و السرد و الوصف الممل للأحداث و اقحام ما لا يضيف الى الأحداث أو يثير الاشمئزاز كحال الكثير من الروايات ...... فالرواية تتناول مجموعة من الشباب من أبناء علية القوم المتورطين فى الفساد بشكل أو بأخر يذهبون الى الساحل الشمالى للاحتفال ببراءة أحدهم -زورا- من جريمة قتل اثر حادث بسيارته الفارهة و هنا تتوالى الأحداث التى يتخللها فلاش باك من حين لأخر لالقاء الضوء على تاريخ الشخصيات و العائلات المذكورة ....التى تجد فيها اشارات الى شخصيات حقيقية فى المجتمع ...... الى أن يصل نهاية تجعلك تفكر فيها و تستعيد أحداث و شخصيات الرواية من البداية !!!!ا


قد يقرأها البعض و يرى أنها رواية عادية و قد يراها البعض مختلفة ...و أنا شعرت أنها مختلفة عن الأنماط السائدة لللأدب العربى...الذى كثيرا ما ينحصر فى القضايا الاجتماعية على أضيق الحدود....و بنفس الأفكار و الاسهاب فى وصف الأحداث و الأماكن و الأشخاص و الملامح و المشاعر و الملامح ....الخ....مما لا يثير اعجابى فى كثير من الأحيان و قد يندرج تحت قائمة الأبداع الذى لا أفهمه......!!!!ا

خلاصة القول أن مفهوم الابداع ليس ثابتا عند الجميع و أن ما أراه مختلفا بشكل يثيرنى لقراءته...ولا يثير اشمئزازى هو فقط ما يندرج تحت قائمة الأعمال الجيدة أو الابداع حتى وان لم تثر حوله الأحاديث و لم يهلل له النقاد و الجماهير التى تتأثر بهم......و قد رأيت فى أشباح وطنية المواصفات التى تجعلها ابالنسبة الى رواية جيدة تستحق القراءة....... و أرشحها للأخرين أيضا......!!!ا