الابداع...كلمة مطاطة تتردد على ألسنة و بأقلام الكثيرين...و لكننى لم أستطع يوما أن أفهم المعنى الراسخ لدى هؤلاء و المقياس الذى يزنون عليه أى عمل فنى أو أدبى ...خاصة و أنى دائما ما أرى الأمور بشكل مختلف عن جماهير المصفقين و المهللين لعمل أو لشخص ما.....!!!ا
فمنذ بدأت قراءة الروايات العربية الشهيرة (منذ ما يقرب من 9 أو 10 سنوات...كنت قبل ذلك عادة ما أقرأ الروايات التى تنتمى الى الأدب العالمى و التى كان يغلب عليها طابع الخيال العلمى و الاثارة و ما الى ذلك)....بدأت اطلع على بعض الروايات العربية الشهيرة مما كتب طه حسين...نجيب محفوظ....توفيق الحكيم....يوسف السباعى...أحمد باكثير....و غيرهم......لا أنكر أن البعض قد أعجبنى بالفعل و لكن على أن أعترف أننى لم يصبنى ذلك الانبهار المسيطر على الكثيرين من محبى هؤلاء الكتاب و عاشقى أسلوبهم....لم أشعر بذلك الفيض من الابداع ينساب من بين صفحات تلك الروايات....قلبيلا ما أثارت رواية أعجابى الشديد...فدائما ما كنت أشعر أن الروايات معظمها يدور فى فلك واحد....تتحدث فى أمور محدودة....تتطرق الى الأمور الاجتماعية مع مسحة من السياسة و الدين و بعض من العلاقات الغريبة و الشاذة...حتى أن بعد القليل من الوقت يستطيع القارئ التكهن بالأحداث بل و النهايات......!!!!ا
أعلم أن حديثى خارج عن المألوف ...و قد يرى البعض أنه نوع من الجهل و عدم تذوق الأدب و الابداع الحقيقى...و لكن على كل حال هذا هو رأييى و شعورى تجاه ما قرأت على مر السنين...و لعل هذا ما دفعنى فى وقت ما الى التقليل من كم الروايات و الانصراف الى أنواع أخرى من الكتب الأكثر اثراء للعقل..... !!!!
و لكننى من حين الى أخر اقرأ الروايات العربية و غير العربية...و لا أخفى أن أعجابى بصياغة الروايات غير العربية أحيانا ما يكون أكبر لما بها من تنوع فى المواضيع و ابداع فى الأفكار و تجديد فى الأحداث التى لا تخلوا أحيانا من معلومات غير مقحمة.....أما الروايات العربية فلا زالت ضيقة النطاق...بل أن البعض منها الان يدفعنى الى القول أن بعض الكتاب قد جاوزوا كل شئ....فما كان يسمى بالمحظورات الثلاث لم يصبح متاحا و مباحا فحسب....بل أنه قد تحول الى ما يشبه "التوليف"ة التى يتعمد الكاتب تجميعها فى الرواية بشكل فج ساعيا الى اثارة الجدل و نيل الاعجاب و الاطراء على القوة و الجرأة غير المعهودة للرواية التى ما تلبث أن تتحول الى فيلم سينمائى يجوب المهرجانات العالمية .......فى حين أقف مشدوهة أمام هذا الاحتفاء بروايات أقل ما يقال عنها أن منها ما يصيب بالاشمئزاز و الغثيان الشديد....... !!!ا
هكذا تستمر دهشتى مع كل عمل يلقى الاحتفاء و الاعجاب من الاخرين بينما أرى العكس حين قراءتى له...و تزداد تلك الدهشة لعدم فهمى لكُنه ذلك الابداع المزعوم.....نعم يكون الكاتب ذا قدرة على حياكة قصة محكمة بقلمه...و لكن فى النهاية كثيرا ما أعجز عن لمس مواطن الابداع...فما يعجبنى حقا فكرة مبتكرة أو تناول جديد بعيد عن الأمور الفقليدية التى أكل عليها الدهر و شرب....و الأهم من ذلك ألا أشعر بالضيق أو أصاب بالاشمئزاز من التناول الفج ...أو الأحداث المقحمة و التى يشوبها التطويل و المط بهدف اكتساب المزيد من الاطراء و الاشادة بمدى الجرأة و الخروج عن المألوف.....!!!ا
قد أكون ممن يغردون خارج السرب بقولى السابق...و لكت تلك هى رؤيتى...و لا يعنينى شهرة كاتب أو عظمة أديب أو رأى مثقف فى حكمة على رواية ما فالأمر فى النهاية ميول و أذواق و توجهات...فلست ممن ينضمون لجموع المهللين و المشيدين بعظمة كاتب أو رواية فى حين أشعر بالايذاء و الاستفزاز مما أقرأ.....!!!
نعم ..لا أتوقف عن القراءة...و أطالع الروايات من حين الى أخر من باب الاطلاع و ليس الاستمتاع ....و أحيانا ما أندم على شراء و قراءة رواية لما تسببه لى من اشمئزاز.....!!!!ا
من المؤكد أن هناك بالفعل كتابا مبدعين..و أعمالا جيدة....و لكنها من رأييى بمقاييس أخرى....!!!!ا
و لا تزال دهشتى متنامية من مفهوم ذلك الابداع الذى لا أفهمه....!!!!ا
و للحديث بقية...مادام فى العمر بقية.....!!!ا
2 comments:
أنا مش عارفة فعلاً إيه هو تعريف المبدع
بس غالباً هو الحد الخلاق اللى قادر يستفيد من المواقف اللى بتحصله بإبداع حاجة جديدة
بس أنا بقى لىّ رأى ممكن تشوفنى مجنونة بسببه
هو إن المثالية ضد الإبداع
يعنى الأجواء المثالية مش مثالية للإبداع
هى النقطة...ان الابداع كلمة مطاطة...و ساعات أشخاص أو مجموعات تفرض على الناس مفهوم فى دماغهم و يفضلوا يغذوا عندهم فكرة ان الشخص أو العمل ده مبدع...فى حين أنى ممكن أكون شايفاه عمل سئ للغاية...!!ا
Post a Comment