يا وطنى....!!!!ا

إنى أخترتك وطنى حبا وطواعية ....... انى اخترتك يا وطنى سرا وعلانيه

انى اخترتك يا وطنى... فليتنكر لى زمنى مادامت ستذكرنى

يا وطنى الرائع يا وطنى

يا وطنى الرائع يا وطنى

كانت هذه أبيات من قصيدة للفنان اللبنانى مارسيل خليفة.....حيث يتغنى بحب الوطن الذى يتملكه من أعلى رأسه حتى أخمص قدمه......و لكننى عندما أسمع تلك القصيدة فانها توقفنى للحظات....و تثير داخلى الكثير من التساؤلات ....فهل حقا يختار الانسان وطنه؟؟ أم أنه أمر قدرى كأن يولد المرء رجلا أو امرأة...صحيحا أو معاقا؟!!!! ؟!!...و هل على الانسان أن يرى وطنه أروع ما وجد على الأرض و ان لم يكن كذلك؟!! ....وهل يولد حب الوطن مع الانسان و يظل بين جوانحه فى كل وقت و حين؟!!!!و السؤال الأهم.... هل يكون الانسان مذنبا لو شعر فى لحظة ما بكراهية الوطن...أو الندم على الانتماء اليه؟!!...أو الرغبة فى التخلص من الأواصر التى تربطه به...؟؟؟؟؟

كثير من الأسئلة تراودنى حول هذا الأمر خاصة و أنى أرى الجميع ناقم على الحياة بمصر....بما فيها من أحوال متردية فى كل النواحى.....الكثيرون ينتظرون أو فرصة ليتركوا البلد بما فيها....الكثيرون فعلوا بالفعل و تركوا الأمر برمته..... أخرون بقوا لأن الفرصة لم تسنح بعد للذهاب الى أى مكان أخر....و لكن رؤسهم لا تخلو من الفكرة .... هذا هو الواقع...الواقع الأليم الذى لا يمكن انكاره.....المصرى رأى من الأهوال ما جعله مستعدا للتنصل من كل ما يربطه بمصر....أصبح مستعدا أن يرحل عنها للأبد... أصبح وجوده بها أمرا يؤرقه...أصبح اختياره لها علانية فقط ان لم يكن رفضه باديا سرا و علانية...!!!

أكثر ما أكره أن أرى ذلك الشعور يتسرب الى نفوسنا .....أكره أن أرى مستقبل البلد أكثر ظلاما لمجرد أن ذلك الشعور تغلب علينا جميعا ود فعنا الى اللامبالاة أو الرحيل و التنازل عن القضية للأبد...أشعر بالمرارة لمجرد التفكير فى أن الفساد قد يكون هو المنتصر فى النهاية .!!

لا أنكر أننى كثيرا ما أشعر بالضيق الشديد و الأسى لما الت اليه أحوالنا.....و لا أخفى أننى كثيرا ما أفكر بنفس الأسلوب و أتمنى لو لم أولد فى تلك البلد فى ذلك الزمن... أو حتى أتمنى فى قرارة نفسى الرحيل عنها ...!!!... و لكن فى نفس الوقت يخامرنى الشك بأن هذا هو شعورى الحقيقى.....أو شعور الكثيرين...!!! لأن الكثير منا يهتم لقضايا الوطن....يتألم و يحزن أحيانا....يستثار و يشارك أحيانا أاخرى.....اذن من المؤكد أننا نهتم....من المؤكد أن هناك شيئا ما بداخلنا يدفعنا الى ذلك....من المؤكد أننا لا نكرهها على الاطلاق....بل نكره أن نراها هكذا....!!!!!

أننى أتمنى أن أعيش الى اليوم الذى لا يشعر فيه المصرى بغضاضة كونه مصرى....بل يكون له وطنه الاختيار الأول سرا و علانية...!!