أحداث وسط البلد...ما بين التهويل و التهوين

بعد مرور أسبوع على أحداث وسط البلد....وبعد قراءة الكثير.. و سماع الكثير من الشهادات المؤكدة من المواطنين ....والبيانات النافية من الجهات المسؤلة....أخذت أنظر الى الأحداث مرة أخرى.....و شعرت أن المتحدثين فى الأمر قدشاب حديثهم التهويل أحيانا ...و التهوين أحيانا أخرى....كل حسب رؤيته للأمر ...أو مصلحته كما فى حالة الجهات المسؤولة....!!!

ولكن يبقى الأمر يكتنفه الغموض بالنسبة لكل من سمع أو قرأ هذه الأحاديث المتناقضة دون أن يرى الأمر رأى العين.... و تبقى علامات استفهام لا توجد لها اجابات مقنعة....!!!ا

و لأننى لا أقتنع بالكلام المرسل...و لا أسلم بكل ما ما أسمع تسليما تاما....و لأننى أعلم أن أسهل شئ هو انتشار الشائعات و الكلام غير الموثق....فدائما م أحاول وضع الأحداث فى اطار واحد كى أصل الى الصورة شبه الحقيقية..أو التفسيرات المنطقية للأمور....مع أننا أصبحنا فى عالم لم يبق فيه من المنطق شئ....ولكنني أحاول دائما عدم الانسياق وراء كل ما يقال.

و عن تلك الأحداث...لا أعلم لماذا لم يصبنى الذهول الشديد عندما علمت...قد يكون ذلك لأنى لم أتصور حجمه و لم أره بأم عينى....أو لأنى أصبحت أتوقع أى شئ و كل شئ فى هذه البلد...!... و لكن عندما بدأ الحديث ينتشر على الشاشات و الصحف شعرت أن هناك تهويلا من البعض خاصة و أن الأمر كان محيطا بافتتاح فيلم بأسلوب غريب...دعا الى التجمهر بهذا الشكل و أن بعض المنتجين يحشدون أعدادا كبيرة من الناس أحيانا لاكساب أفلامهم شعبية بين الجماهير...!!

...ثم جاء رد وزارة الداخلية فى برنامج القاهرة اليوم بالأمس متبعا منهاج الحكومة المعتاد حيث التجاهل أو الانكار..ثم التهوين من الأمر والقول بأنه طبيعى (كأنه يشجع الناس على التمادى) و أن التحرش فى القانون له تعريف أخر ( كأن كل ما يهمنا هو المسميات ) و التأكيد على استقرار الأمور(كأن أحدا لم يرى أو يسمع)...و اتهام الآخرين بالتجني...و الثناء على أداء الأمن المستنفر دائما...!!!!!...هكذا جاء الرد مستفزا ومثيرا للمواطنين و مؤكدا بعكس ما كان يرغب المسؤول

وبغض النظر عن حجم الحدث أصبح الأمر الأخطر تلك اللامبالاة من الأمن و التى قد تؤدى ى المزيد من الحوادث الغريبة...!!!ا

و لكن يبقى السؤال...ماذا حدث؟!!....فان كان الأمر حدث بهذا الحجم أو أكبر أو أصغر...فليكن..ولكن ما التفسير...اننى لا أميل الى كثير من التفسيرات المطروحة ...و أشعر أنها من الصعب أن تكون ظاهرة...أو أن يكون الأمر انفجارا شديدا بين الشعب....نعم هذا الشعب تحيط به الهموم...و لكن من فعلوا ذلك لم يكونوا من المشغولين بأمور البلاد....أو المهمومين بما فيها....!!! لذا فان جميع التفسيرات لا تروقنى حتى الان....و أشعر أن هناك تفسيرا منطقيا حتى لو كان بسيطا أو غريبا...حتى لو كان بسبب بعض الشباب (اللى ضايعين أو شاربين) و الذين حشدوا للدعاية...حتى لو كان لأى سبب غريب ...و لكن يجب أن يكون هناك تفسيرا أكثر منطقية من تلك التفسيرات المتداولة على الشاشات و الصحف و المدونات..... حتى لا ننزلق فى متاهات التهويل أو التهوين...!!!