عفوا ..حسن النوايا لا تكفى....(مشاهد مستفزة)!!!ا

مشهد يتكرر كثيرا و يراه الجميع تقريبا فى المساجد و خارجها ....و كوننا طلبة يجعلنا نراه فى مسجد الكلية على الأقل ....!!

أدخل لصلاة الجماعة ...تنتهى الصلاة...يسلم الامام و من ورائه المصلون...وهنا تجد صوتا اتيا من احد انحاء المسجد:

"فى حلقة يا جماعة اللى يحب ينضم لينا".... !!!

قد يرى البعض أن الأمر ليس بالسئ و لا يستحق النقد.....و لكنى أرى أنه يتخذ صورة ما كان يجب أن يتخذها.....فيكفى أن نرى فى تلك الأحاديث التركيز على الأمور المختلف عليها فقهيا و توجيه فكر الأفراد الى أمور معينة.....و زرع أفكار تؤدى الى الاخلال بالتوازن الذى يجب ان يتحلى به المرء فى أمور الدنيا و الدين ......و انتهاج اتجاهات فكرية و مذاهب فقهية محددة و التأكيد على أنها الحق المطلق و أن ما دونها من أراء يشوبه الكثير من الأخطاء بل و أحيانا التشكيك فى الأراء الأخرى و التى قد تكون صادرة عن علماء أجلاء....و الأخطر من ذلك أن الأمر قد يتطرق للفتوى!!!

يجلس البعض منصتين لتلك الأراء ...متناسيين أنهم ليسوا أمام عالم أفنى حياته فى دراسة الفقه و الشريعة و القران و السنة والنحو و الصرف و غير ذلك من العلوم التى تعطيه الأهلية للقيام بالفتوى...وأنهم أمام شخصية فى نفس السن تقريبا مهما بلغ علمها فلن يصل الى درجة العلماء....و قد ينساقوا وراء تلك الأحاديث فيصلوا الى اهانة عالم جليل أو مفت و هو ما أمر خطير الى أقصى الحدود....فهكذا يقتل قبول الرأى الاخر و فقه الاختلاف الذى وجد منذ القدم بين علماء المسلمين و لم يكن الا أمرا عاديا بالنسبة لهم...!!

اننى لا أشكك فى نوايا من يفعلون ذلك و أعلم أن نواياهم حسنة ....و أن حبهم للاسلام و رغبتهم فى الدعوة يدفعهم الى ذلك...و قد يكون اعجابهم ببعض الشيوخ أو الدعاة يجعلهم مثلا أعلى له .....!!

.و لكن من قال أن النوايا الحسنة تكفى؟؟؟؟ ...ومن قال أن دور كل مسلم أن يتحدث و يفتى فى أمور الدين كلها.... الدقيق منها و العادى ؟....ومن قال أن نموذج الداعية الذى يترك الاشتغال بمهنته الأساسية هو النموذج المثالى الذى يفتقده المجتمع و العالم الاسلامى كى يخرج من الظلام الذى يهيمن عليه....؟؟!!!!....

قد يكون أمرا محمودا فى ظروف خاصة ..... و لكن أن يصبح الأمر ساريا بين الشباب و ينطلق منهم الواحد تلو الاخر فى هذا الطريق منحيا دراسته أو عمله جانبا ...ويتحدث الى الاخرين بفكر ينقصه العلم و الحكمة و الاتزان و على رأس كل ذلك فقه الاختلاف و فقه الأولويات فان الأمر لا يصبح محمودا على الاطلاق......وهنا على أن أقول....عفوا...حسن النوايا لا تكفى....!!