Friday, February 05, 2010

بصقة على وجه....!!ا


اليوم ككل يوم...يترجل فى الصباح شاقاً طريقه فى الشوارع و على الأرصفة التى يكتظ كلاهما بالبشر و السيارات و الحيوانات و القمامة على حد السواء...يقطع شروده احساس بشئ ما ينطلق نحوه كقذيفة موجهة...ينحنى قليلاً ليتفادى ذلك الشئ الذى ما يلبث أن يكتشف ماهيته عندما يراه مستقرا على الأرض ...يدرك أنه بصقة طويلة المدى من أحد الأشخاص المحيطين به...يشعر بالاشمئزاز حيال ذلك السلوك المقزز الذى يراه يوميا منذ ولد...!!

يمضى فى طريقه ممارسًا هوايته فى تأمل الوجوه الشاحبة و العابسة و الذاهلة والجامدة و التائهة و البائسة و اليائسة.. و أحيانا الضاحكة...يقع بصره على وجه سائق تاكسى يصرخ صراخا هستيريا و يسب و يلعن كل شئ و أى شئ.. ثم يتبع ذلك بصوت هادر يصدر من أعماقه و كأنه البركان يستعد لإطلاق حممه البركانية التى تخرج منه فى صورة بصقة ساحقة ماحقة تستقر على الأسفلت قبل أن يهدأ البركان قليلاً...!!

يشيح وجهه محاولاً التخلص من ذلك المشهد المقزز ...يرى على الجانب الآخر سيارة فارهة ...يُفتح شباكها..يطل منها صاحبها و فى حركة سريعة يطلق قذيفة جديدة من البصاق...!!

تختفى السيارة الفارهة عن ناظريه دون أن يختفى شعوره بالاشمئزاز الذى يزداد شيئل فشيئا حتى أنه يتملكه و يستوقفه بشكل غريب...يتساءل لماذا يبصق كل هؤلاء و علام يبصقون؟

يعلم أنه سلوك سئ و حسب و لكنه يأتيه هاجس يشعره أنهم يبصقون على وجه الوطن...ينتابه شعور بالذنب حيال ذلك التفسير المهين...يفكر ...دعنى من وجه الوطن....

تراهم يبصقون على حال الوطن...أم على حالهم المزرى؟
تراهم يبصقون على وجه الاهمال...أم على مشاركتهم فى الاهمال؟
تراهم يبصقون على وجه الفساد...أم على صمتهم على الفساد؟
تراهم يبصقون على وجه الجهل...أم على على سيرهم فى ركب الجهل؟
تراهم يبصقون على وجه كل ما هو مهين و مشين و مذل و مخز ...أم على كونهم جزءا من كل ذلك؟
تراهم....

يقطع عليه حديثه لنفسه صوت قذيقة جديدة تأتى من خلفه ...يشعر أنه ذهب بعيدا فى أفكاره...فلا أحد من هؤلاء يفكر فيما دار بعقله أو يأبه به... فالأمر فى النهاية لا يعدو أن يكون سلوكاً بذيئاً لا ينفصل كثيراً عن الواقع و ما به من بذاءة...!!!


No comments: