يروى أن أحدهم قد فقد مفاتيحه فى شارع مظلم فانطلق يبحث عنها فى الشارع المجاور معللا أنه أكثر اضاءة...!!
قبل أن تضحك على سذاجته على أن أذكرك أن هذا هو الحال مع مصر التى فقدت مفاتيحها فى الظلمات ثم انطلق الجميع يبحثون عنها فى أماكن أخرى أكثر اضاءة..!!
فقدت مصر مفاتيح الدور الأقليمى فى ظلمات قصر النظر و الانسياق وراء أجندات خارجية دون وعى أو حكمة.
و فقدت مفاتيح السبق الحضارى فى ظلمات الركون إلى الماضى و الاغترار بحضارة الآباء و الأجداد.
و فقدت مفاتيح الريادة الثقافية فى ظلمات إهمال الثقافة و التجهيل المتعمد و تنحية المثقفين الحقيقيين عن المشهد العام.
و فقدت مفاتيح التفوق العلمى فى ظلمات العبث المستمر بالعملية التعليمية و إفساد التعليم بجميع مراحله.
و فقدت مفاتيح التألق الفنى فى ظلمات إفساد الذوق العام و الاهتمام بالكم دون الكيف و عدم التفريق بين الغث و الثمين.
و فقدت مفاتيح العدالة الاجتماعية فى ظلمات الفساد و البيروقراطية المستشرية فى كل مكان .
و فقدت مفاتيح الديمقراطية فى ظلمات القتل المتعمد لأى محاولة لاستئصال جذور الديكتاتورية و اللحاق بركب الدول الديمقراطية.
و فقدت مفاتيح الانتماء الحقيقى فى ظلمات قهر المواطن و إغفال حقوق بعض الفئات كبدو سيناء و أهل النوبة و غيرهم و كأنهم ليسوا بمصريين.
هكذا أخدت مصر تفقد المفتاح تلو الآخر فى الظلمات على مر السنين و لكن أحدا لم يفكر فى تسليط الضوء على هذا الظلام الدامس بالدراسة و التحليل الموضوعى و الدقيق للبحث عن تلك المفاتيح....على العكس انطلق الجميع دون تفكير إلى الشارع الأكثر اضاءة بأن وضعوا الخطط الخمسية و العشرية و المهلبية و أنفقوا فيها الجهد و المال الكثير و لكنه للأسف كان فى المكان الخاطئ لأن أحدا لم يفطن إلى الحقيقة المنطقية البديهية ألا و هى
أن من يفقد مفاتيحه عليه أن يبحث عليها حيث أضاعها