Monday, December 14, 2009

مفاتيح مصر المفقودة




من الوارد أنك مررت يوما بأحد الأفلام التسجيلية أو الصور الفوتوغرافية عالية الجودة و التى تنقل حياة الحيوانات المنطلقة فى الغابات و المحميات الطبيعية و حدائق الحيوان المفتوحة...و من المؤكد أنك شعرت يوما بالانبهار من جودة الصورة المنقولة و الحياة التى تنقلها و ما فيها من بريق و رونق.

بالطبع لا يحدث مثل هذا الانبهار فى حالة ذهابك إلى حديقة الحيوانات التى ترى فيها بقايا حيوانات تجاهد لتبقى ...قد تُرجع جمال المشهد الأول إلى جودة التقنيات وحجم الانفاق المذهل على الانتاج ...و قد تُرجع قبح المشهد الثانى إلى عدم التوفر العناية الكافية للحيوانات...و لكن التفسير الأوقع بالنسبة لى هو أن الفرق فى الصورتين مصدره الحرية..!!

فى المشهد الأول الحرية تضفى بريقا على الحيوان...و الانطلاق يكسبه بهاء و جمالا - فوق جماله الفطرى- يستشعره الرائى سريعا ...بينما يغشى المشهد الثانى بؤسا و كآبة و ظلمة و ظلاما لوجود تلك الأقفاص الحديدية التى تسلب من الحيوان شيئا يساوى كل شيئ و تضيق عليه و إن اتسعت.

هكذا الحال بالنسبة للحيوان...فما بالك بالانسان الذى خلق حرا و أٌلبس رداء الحرية التى تضفى عليه جلالا و جمالا.. و تملؤه عزة و شموخا فتعلو هامته و يفيض على من حوله بنور و بريق الحرية...!!ا

فلا عجب إذا رأيت أفرادا و شعوبا تفقد بريقها ...بل تفقد كل شئ ..عندما تفقد حريتها...!!ا

No comments: