Sunday, January 06, 2008

تأملات فى حال البلاد و العباد...!!!ا


كثيرا ما اتأمل حال البلاد و العباد الذى يثير بداخلى الكثير من التساؤلات و الأفكار لما فيه من خلل بيّن وتناقضات مثيرة للدهشة.....!!!


و لعل أحد أكثر الأمور التى تشغلنى ذلك الانحدار فى الأخلاق و المعاملات الانسانية و التعايش بين الأفراد فى ظل النزعة الدينية الملحوظة لدى الكثيرين فى السنوات الأخيرة .....و التى كانت يجب أن ترتبط بدورها بارتقاء فى نواحى أخرى فى الحياة من الجانب النظرى ...!!!


و لكن ما نراه فعليا فى حياتنا اليومية أن الأمور المظهرية من الدين سواء كانت واجبة أو غير واجبة قد شغلت الكثيرين....تعدد الدعاة بمختلف التوجهات....اكتظت القنوات ببرامج الافتاء ....ظهرت قنوات دينية متخصصة.....امتلأت المساجد بالمصلين من جميع الأعمار فى ليالى رمضان.....زادت أعداد الملتحقين بمعاهد الدعاة و دراسة العلوم الشرعية و حفظ القران الكريم و تعلم التجويد ....الى أخر تلك المظاهر التى تدفع البعض الى الحكم على واقع الأمة بأنه فى ازدهار...الحكم الذى أراه قاصرا لأنه على صورة منقوصة.....فعلى الجانب الأخر نرى تردى الأخلاق... و استفحال الفساد ...و ازدياد معدلات الجرائم الشاذة....و تمكن التعصب و رفض الأخر من العقول... و انعدام التسامح مع المسلم و غير المسلم...و حدوث المشادات داخل المساجد بين الناس....بل و بين الشيوخ بعضهم البعض على صفحات الجرائد و قنوات التلفزيون ....الى أخر تلك الأفات التى تعزز حالة الفوضى و التقهقر فى المجتمع.......!!!


و اذا كان الحال هكذا فانه بالطبع يستحق التأمل كثيرا..... و لعلنى فكرت أن ذلك قد يرجع الى أن تلك النزعة الدينية الملحوظة تفتقد احيانا و عند البعض الى التقويم الذى يمنعها من التحول الى مجرد عاطفة تدفع صاحبها الى التخبط بعيدا عن الأولويات ...و لعل هذا التقويم يتطلب العلم الذى يكبح جماح العاطفة و يوجهها الى الطريق الصحيح...و لا أقصد هنا العلوم المتخصصة و لكن أقصد على الأقل ما لا يسع المسلم جهله ......و لا يعنى هذا أن الرقائق أو الأمور الروحانية غير هامة...و لكنها فى نظرى لها مجرد دور فى شحن الانسان و اعلاء همته على ألا تصبح كل ما يسمع و كل ما يعلم كما يحدث كثيرا فى الأيام الحالية ...!!!


و اذا أفضت فى نقطة العلم فاننى أرى أن حتى من يهتمون بالاستفاضة فى العلم قد يقعون مع قليلى علم و فقه يفسدون عقولهم و لا يعطونهم القدر الكافى من فقه الاختلاف و فقه الأولويات الذى يضبط العلاقات بينهم و بين الأخرين و يكسبهم التوازن الكافى ...و أذكر على سبيل المثال أنى سمعت أحد الشيوخ أو الدعاة الذى يتابعه الكثيرون غيرى يقول لمستمعيه أننا لا ننكر وجود الاختلاف و لكن الأفضل الأخذ بالأحوط و هو الأصعب فى رأيه تحسبا لأن يجد الشخص يوم القيامة أن هذا الأمر الأصعب هو ما قضى الله.... و هو ما أصابنى بالدهشة لمقارنتى هذا الموقف بموقف الصحابة فى حديث بنى قريظة حيث لم يكن هناك رأى أصح بالرغم من اختلاف الرأيين تماما......فذلك الشيخ يقر مبدا الاختلاف ثم يلغيه فى الثوانى التالية...أما فى موقف بنى قريظة يعلم الرسول _عليه الصلاة و السلام _أعظم درس عن الاجتهاد فى تفسير النص و جواز الاختلاف مع صحة الرأيين و احترام و قبول المختلفين لبعضهم البعض..!!!!


وقد يرجع الخلل فى مصادر العلم بشكل أو بأخر الى اضعاف دور الأزهر و افتقاد مصداقيته كمؤسسة لدى الأفراد.....بالرغم من أنه جدير بأن يكون المؤسسة الأقدر على نشر الوعى و العلم اذا كان له الاستقلالية و المصداقية الكافية ....لما به من العلماء الفقهاء الذين يتمتعون بالوسطية.....و الذين قد لا يظهروا كثيرا لوجود مقاييس أخرى فى الاعلام أو لعدم خبرتهم الكافية بتبسيط و نقل العلم للانسان البسيط......و هو ما يصرف الناس الى البحث عن العلم و استقائه من مصادر موثوق فيها أو غير موثوق فيها....تبعا لمن يقابله أولا أو وعيه أو غير ذلك من العوامل.!!!


أعلم أن الأمر ملئ بالمتغيرات التى تعتمد بعضها على بعض و أن هذا ليس كل شئ و قد يكون للحديث بقية...و لكن خلاصة القول أنى شعرت من خلال تأملاتى أن عدم انعكاس النزعة الدينية على الحياة اليومية ووجود ذلك الاتفصام السائد و حالة التردى الأخلاقى و الاجتماعى المقابل يرتبط ارتباطا وثيقا بما سبق و أوجزه فيما يلى


*الافراط فى الاهتمام بالقشور و المظهر دون الجوهر....

*الاتجاه الى العاطفة و تأجيج المشاعر دون توجه مقابل الى علم يرسخ تلك المشاعر و يوجهها فى طريق العمل الأمثل

*انتشار الشيوخ و الدعاة الذين يساهمون فى نشر التعصب الفكرى و مبادئ الأخذ بالأصعب

*اختفاء علماء الوسطية الى حد كبير أو وجود حلقة مفقودة بينهم و بين الفرد العادى

*ضعف مصداقية الأزهرو دوره كمؤسسة قوية ذات ثقل فى نفس الفرد العادى



و غير ذلك مما قد يأتى ذكره لاحقا

و للحديث بقية ما دام فى العمر بقية

7 comments:

Anonymous said...

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

تلك الأيات هي أول ما أوحى بها الله سبحانه و تعالى لرسوله الكريم و أول ما نزل من رسالة الإسلام

أول ما نزل (اقرأ) و ويعلى الله من قدر متلقي كلامه لما قرن اقرإ بتعريف نفسه (ربك الذي خلق) و تعريف الإنسان (خلق الإنسان من علق) و تعريف العلم بالقلم

كلمة اقرأ لم تكن مجرد مرادف لكمة اعرف بدون أي اجراء غير المعرفة. اقرأ كانت طوال الوحى و رسالة الرسول هي أصل كل ما تم و نزل و أوحى و سار عليه نهج المسلمين. بل مسير ماقبل حياة البشر و إلى خلودهم الأبدي في جنة أو نار.

كل ما حدث و يحدث و سيحدث أصله اقرأ و اعرف و ميز و قرر و نفذ و انتظر و راجع و تراجع و استمر و افرح و احزن و إلى أخر كل مراحل حياة البشر

حتى عندما أتم الله رسالة الإسلام عرّف الناس بتمامها

"اليوم أكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتى و رضيت لكم الإسلام دينا"

انتهى و قد عرفنا بمعنى كلمة دين بكل مفاهيمها
الدين الأخلاق و العبادات و المعاملات دون ترتيب

عرفنا ان الدين هو كل شء في الإنسان

قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين

عباداتك دين و اخلاقك دين و علمك دين و عملك دين و معاملاتك دين و مواقفك دين و حياتك و مماتك دين

تعريف

الأصل نعرف و نعرّف
نعرف و نعيد تعرّيف

كل مشكلة تقابلنا و كل خطأ نخطؤه نرده إلى القراءة و التعريف

المشكلة في الأمة و كل أمة عدم القراءة بكل ما تحمل كلمة قراءة من معان
لم تعرف و لم تعرّف
الجهـــــــــل

لو مسكنا الأسباب اللي ذكرتيها في تأملك هنا
الافراط فى الاهتمام بالقشور و المظهر دون الجوهر....
----------------------
لم نعرف الفرق بين المظهر و الجوهر
و لم نعرف مدى حاجة كل من الطرفين للأخر
لم نعرف كيف نوازن بينهم
-----------------------
*الاتجاه الى العاطفة و تأجيج المشاعر دون توجه مقابل الى علم يرسخ تلك المشاعر و يوجهها فى طريق العمل الأمثل
-----------------------
لم نعرف ان نوازن بين الروح و العقل
لم نعرف ما هو مدى ارتباط كل منهما بالأخر و كيف نوازن بينهم و نربيهم بحيث يخدمون و لا يدمرون
-----------------------
*انتشار الشيوخ و الدعاة الذين يساهمون فى نشر التعصب الفكرى و مبادئ الأخذ بالأصعب

*اختفاء علماء الوسطية الى حد كبير أو وجود حلقة مفقودة بينهم و بين الفرد العادى

*ضعف مصداقية الأزهرو دوره كمؤسسة قوية ذات ثقل فى نفس الفرد العادى
---------------------------
و الي اخر الأسباب يبقى السبب الأكبر وراء هذا كله

لم نفهم (اقرأ)
لم نعرف منهج كلمة (اقرأ)
لم نعرف كيف نتابع (اقرأ)
لم نعرف أدوات (اقرأ)
لم نستوعب مدى خطورة غياب (اقرأ)
لم نستوعب معنى كلمة اقرأ كما أراده الله منا

سنظل نتأمل و نرى حال البلاد و العباد نعرف المشاكل ونحلل اسبابها و نتعجب لظواهرها و في النهاية سنكتب بالقلم
و نعلم ما لم نكن نعلم
------------------------------

Anonymous said...

;;

tab anto kda bt7rgony 3lshan maba3fsh akteb zayko ;; tab ana 2a2ol eih ba3d omas wkimx ;;

(Y)

Ummah said...



kimexlilo;

kera2a we nazra mokamela lel mawdo3 fe3lan ....(Y)

we akeed ana neset a2ol en ana nafsy 3andy mashakel men naks 3elm aw 3'ero zay el nas bas aho el wa7ed beyed3y en rabena ye3alemna ma yanfa3na wa yanfa3na bema 3alamna....!!

ta7eyaty...!!


------

i should guess ,..sa7 :)

anyway thax ya anonymous :D


salam

Anonymous said...

ana marmora ya benty bas 2lnet kan fashel wkan byban 2l7aga bel3afya wkwayes 2n 2lcomment zahar asasan ;;

Ummah said...

mana 3arfa en shaklaha enty keda :D,..beyban bardo....!!

Anonymous said...

mashy ya omas hwa ana 2lwa7eda 2lly mesh ba3raf 2kteb ya3ny mashy mashy ;;

Ummah said...

la2 ya marmora,...mesh asdy,...asdy style el reply keda makes me guess beta3 meen :D even law anonymous ...esp. lel nas momayazeen zaayek :D