نهارنا ذل.......!!!ا

اعتدت فى صغرى أن أشاهد التلفاز فى الدقائق المعدودة أثناء تهيؤى للذهاب الى المدرسة ...و لأن القنوات لم تكن بهذا الكم المتاح الأن...فلم يكن أمامى الا القناة الأولى و التى كانت تقدم برامجها منذ السابعة صباحا بادئة ببرنامج صباح الخير يا مصر و الذى لم أره منذ سنوات بالرغم من استمرار تقديمه.....!!!!ا
و منذ بضعة أيام و لسبب ما فى حوار مع أمى و أختى كنا نتذكر شيئا عن هذا البرنامج فقلت دائما ما كان يبدأ بأغنية من ثلاث احداها
الشمس طالعة من بعيد...جاية و معاها يوم جديد...يجعل نهارنا نهار سعيد...........أو شئ من هذا القبيل و أغنية أخرى
يا حلو صبح يا حلو طل....يا حلو صبح صباحنا...........فأكملت أختى....ذل....نهارنا ذل ...بدلا من فل.....!!!ا
و هنا شعرت أن هذا هو التعبير الأمثل لما يراه المواطن اليوم....فنهاره ذل...بل و ليله أيضا ذل......!!!!ا
فمنذ أن يصحو من نومه يخوض حربا ضروسا فى المواصلات العامة غير الأدمية....و ان كان مالكا لسيارته الخاصة قد يتوقف لساعات على اثر الحوادث الخيالية التى لا تحدث فى دول أخرى...أو بسبب مرور المواكب و غير ذلك من الأسباب التى تجعله يرى الذل فى جميع الأحوال....!!!ا
ثم يمضى ليكمل نهاره...بعد تلك البداية المذلة....قد يكون طالبا فيبدأ يومه بقصيدة من الاهانات الموجهةممن يلقنونه العلم...أو يوليه الحظ دبره فيجد نفسه فى سلسلة من الامتحانات العقيمة......!!!ا
و قد يكون عاملا له من الرؤساء من يسومونه سوء العذاب....!!ا
و قد يكون صاحب قضية صغيرة أو كبيرة ليس له من المال أو السلطة ما يسير له الأمور فيرى المهانة كى ينال حقه....!!ا
و قد يكون مواطنا عاديا يقصد مصلحة حكومية لاستخراج أوراق أو اتمام أمر ما فيرى الذل فى الروتين الذى يغرق تلك الأماكن....!!!ا
و قد يكون عالما مصريا أراد أن يرقى بوطنه فيرى الذل فى البيروقراطية و الفساد....!!!ا
و قد يكون سياسيا صدق شعارات الديمقراطية فيجد نفسه فى الجحيم......!!!ا

و قد يكون...و قد يكون.....!!!ا
نعم يختلفون عن بعضهم البعض....و لكنهم يشتركون فى تذوق الذل بشكل أو بأخر....ليعيشون نهارا مليئا بالذل......!!!!ا

و نهارنا ذل.......!!!ا