Monday, April 09, 2007

بين الرضا و الخضوع....!!ا



أتذكر ذلك الموقف جيدا رغم مرور ما يقرب من 5 سنوات على حدوثه...أتذكره لأنه يحوى بطياته بناء العقلية المستسلمة و تربية النفس الخانعة.....قد يبدو موقفا عاديا و لكنه لم يكن بالنسبة الى هكذا....!!!ا




نتيجة الصف الأول الثانوى...درجة اللغة العربية منخفضة بشكل يدعو الى الذهول....أسير مكفهرة الوجه...أسمع عبارات الاندهاش من البعض..و عبارات الدعوة الى الرضا من أخرين....أقابل احدى المدرسات فتقول عبارة من قبيل "خدت الشر و راحت".... استشيط غضبا بشكل أكبر....أقرر فى قرارة نفسى أن أمضى باحثة عن حل خاصة و أن أستطيع الجزم أن الأمر به خطأ أكيد...أبدأ رحلات التردد على المديرة و الوكيل سائلة أن يتخذ اجراء بصدد هذا الأمر....تبوء أولى محاوالاتى بالفشل...يحاول البعض اثنائى عن المضى قدما واقناعى بقبول الأمر الواقع...يظل داخلى الشعور أن الأمر لم ينته بعد و أن الأبواب لم توصد بعد....أذهب مرة أخرى لأجد الوكيل....و هنا أتى الى بيت القصيد من تلك الرواية.....فقد أراد أن يسدى الى نصيحة ...فقال ما معناه
يا بنتى عايز أقولك نصيحة...ربنا قال الصبر و الرضا ليه...عشان فى ابتلاءات فى الحياة ...حتى لو الواحد اتظلم يصبر
لم أسستطع تمالك نفسى من فرط الاستفزاز فى هذا الموقف فقلت ما معناه
بس لو الواحد يقدر يرجع حقه و ميعملش كدة يبقى مستسلم...و لا أتذكر أقلت أم دار بذهنى فقط ...ان احنا لو مشينا على المنطق ده يبقى ضياع القدس مثلا ابتلاء الأولى أن احنا نصبر عليه و بس ...!!!!ا



الى هنا تنتهى القصة أو بمعنى أصح تنتهى بعدها ببضعة أيام بعودة حقى.....بعد مراجعة الأمر و اعلان أنه راجع الى السهو فى عمليات حسابية.....!!!!ا :)


نعم تنتهى القصة هنا...و لكن يظل المعنى يحضرنى من حين لأخر بعد مرور تلك السنوات....يشغلنى ذلك الخلط بين الرضا و الخضوع...و بين التسامح و التفريط.....أعلم أن الرضا و التسامح و الصبر من أعظم الشيم و لكننى أعلم أيضا أن على الأنسان السعى قبل اعلان الرضا بالواقع....عليه طرق الأبواب قبل اللواذ بالصبر ....!!ا
أشعر و كأن ذلك الخلط قائم فى نفوس الكثيرين....ينشأون عليه...يتغلغل فى نفوسهم....ينمو بداخلهم...و يبثونه فيمن حولهم ...لينشأ مجتمع كامل ...بل أمة بأسرها راضية خاضعة خانعة...تألف الظلم...و تخشى الاعتراض..و ترى المطالبة بالحق خروجا عن الحدود و تمردا على القدر...لنصل الى تلك الحالة المزرية و نرى منهاج الحياة لدى البعض يتلخص فى
امشى جنب الحيط....الصبر مفتاح الفرج....و من رضى بقليله عاش.... !!!!ا


5 comments:

Anonymous said...

ويابخت من بات مظلوم ولا بات ظالم وهنيالك يا فاعل الخير والثواب

BaBaNesmA said...

آه فعلا

ول راجل ولا ظل حيطة

mado said...

و تبات نار تصبح رماد

بس طبعا فيه فرق شاسع هنا بين الرضا و الخضوع،الرضا هو الرضا بالرزق و بالأهل و بالمال و بالصحة

يعني حاجات من عند الله

بس الخضوع ده لو بيني و بين حد مشكلة أو حاجة،هي ديه اني أخضعله

ياه،أيام المدرسة عمرها ما هتتعوض

micheal said...

القصه معبره فعلا عن المعني
أنا شايف أن الرضا عن اي شيء بيكون لما الواحد يعمل اللي عليه أما الخضوع فأرفضه لو حسيت بالظلم
تحياتي لكي

Ummah said...

هى دى النقطة انى طول عمرى بحس أن الناس عندها خلط بين الرضا و الاستسلام و الايمان بالقدر و السعى و الصبر و التهاون.....و فى مواقف بحس أنى متلخبطة ....!!!ا
يمكن الموقف ده صغير و يمكن أنا كان فى ناس شايفين أنه عند مالوش لازمة و أنا كنت شايفة أنها مثابرة لابد منها لأنى كنت عارفة أن السبل لسة مقفلتش و أنى لازم أطرق الأبواب قبل م أرضى باللى حصل و خلاص....و يمكن كمان هو كان عايز يدينى نصيحة للحياة بس مش عارفة ليه من ساعتها ارتبطت عندى بمبدأ التهاون و ثقافة الأمثال الشعبية و عشان كدة مش بنسى الموقف لحد دلوقتى....!!!ا